بقلم اميرة الشافعى
همس بنتهم مش بنتك فوقي يا ليلي إنتي لا إتجوزتي ولا خلفتي
إيه هتعيشي حياتك كده
مش إنتي بنت زي كل البنات مش هتتخطبي وتتجوزي وتخلفي ساعتها ربنا يعوضك يا بنتي
طول عمرك ماشيه ورا قلبك
لازم يا بنتي تفكري بعقلك كمان
جلست ليلي علي فراشها تبكي
يعني أنا ال حبيتها دا ربنا
خلاني أحبها كده
دا ال بيربي قطه بيتعلق بيها يا ناااس
وغيرت لها
وأكلتها وشربتها
همس بنتي مش عاوزه ولادغيرها كانت تصيح لتسمع جدتها
حتي لو متجوزتش حتي لو عمري مخلفت
حسيت يعني ايه أمومه مع همس
وقفت وداد تحمل صينية الطعام لنعمه
كادت أن تطرق الباب
ولكن هالها ما سمعت فوقفت تفتح فاها بتعجب
هل ماسمعته للتو حقيقه أم خانتها أذناها
لكن أذناها تلتقط الحوار جيدا
لكنها أفاقت علي صوت ليلي المرتفع وهي تقول لجدتها التي وضعت يدها علي قلبها تتألم
تيته مالك يا تيته
صاحت وداد مالك يا ست نعمه
شحب وجه نعمه وإزرقت شفتاها وتأوهت
كانت مريضه منذ أيام ولكنها الآن في أسوء حالتها
نزلت ليلي الدرج وهي تقفز بسرعه وتبكي
لټرتطم بمراد الذي هم بصعود الدرج وهويتحدث هاتفيا
لم يهتم بالهاتف وإنما هاله منظرليلي الباكي
في إيه همس كويسه سأل مراد بلهفه
ليلي بسرعه جدتي تعبانة قوي يا مراد بيه
عاوزه دكتور
مراد وهو ينحني ليلتقط هاتفه
إطلعي يا شمس إقعدي جنبها وأنا هطلب دكتور حالا
همت بالصعود فناداها لتلتفت وقال
إهدي مټخافيش
صعدت ليلي لتجلس بجوار جدتها
قالت بړعب
تيته حبيبتي إنتي كويسه
طمنيني الله يخليكي
قالت نعمه بصوت ضعيف لم تسمع ما قالته ليلي ولكنها رأتها تبكي
أنا كويسه متعيطيش قالتها وهي تتألم
لم يمر إلا نصف ساعه وطرق مراد الباب ومعه الطبيب
السلام عليكم قالها مراد
ردت ليلي ووداد التي بكت تأثرا لما قالته ليلي لجدتها
خرج مراد وترك الطبيب معهم
ووقف ينتظر أمام الباب
بعد ساعه كامله خرج الطبيب
خرج الطبيب مكفهر الوجه تتبعه ليلي
مراد بجديه خير يا دكتور
أشار له الطبيب صديق العائله بعينيه
فقال مراد بقلق فيه إيه يا نادر طمني
نادر بتأثر قلبها تعبان جدا يا مراد دا غير مشاكل الشيخوخه طبعا نظر لليلي وقال
عندها كام سنه يا آنسه
ليلي پبكاء اتنين وسبعين بس والله
ليبتسم مراد إبتسامه خفيفه رأتها ليلي
الطبيب بهدوء دا الدوا كتبته وطبعا هنحتاج أشعه ورسم قلب
ممكن تجيبها عندي يا مراد في المستشفي
هم الطبيب بالإنصراف
عندما قالت ليلي بجديه
لو سمحت يا دكتور كشف حضرتك كام
مراد وهو ينظر لها بإستياء عيب كده مالكيش دعوه ب الكلام ده نادر صديقي
ليلي بإصرار لكن مش صديقي أنا
قول يا دكتور والله ما إنت ماشي إلا ماتقول
إبتسم نادر لمراد
وهبط الدرج مسرعا
وليلي تنادي يا دكتور إستني
دخلت ليلي لجدتها النائمه بعد أن حقنها الطبيب مسدت علي رأسها و قبلتها
ثم نزلت مسرعه تبحث عن مراد
وجدت وداد تضع الطعام علي المائده
وتنظر لها نظرات غريبه تعجبت ليلي هل هي نظرات شفقه من أجل مرض جدتها
حيت ليلي نوال الجالسه في البهو الخارجي تداعب همس
قائله إزي حضرتك النهارده يا ماما نوال
نوال بإبتسامه هادئة الحمد لله
نوال بجديه إزي جدتك
جلست بجوارها ليلي وقالت بحزن تعبانة جدا وإن شاء ا لله بكره هنسافر المنصوره
لأنها عاوزه
تبقي في بيتها بس
قالتها وصمتت
قالت نوال همس مش كده لو رضت تخليها هنا روحي إنتي وجدتك وهنشوف هتتصرف إزاي
لمحت نوال دموع في عينا ليلي
فقالت معلهش يا حبيبتي هتروحي لما جدتك تخف وهترجعي تاني
لو مش بصفتك أم لهمس يبقي بصفتك مدرستها
هزت ليلي رأسها بضعف وقالت حاضر
خرج شاكر من مكتبه ليجلس علي المنضده
وساعدت ليلي نوال للجلوس في مكانها
وجلست الأسره
وجذبت همس يد ليلي وقالت
يلا يا ماما تتغدي
يلا يا حبيبتي قالتها نوال لليلي
جلست ليلي بجوار نوال
أخذت تحرك الشوكه يمينآ ويسارا
ثم ترفعها لتطعم همس أحيانا
لم تستطع أن تأكل فبالها مشغول كيف ستترك همس وتذهب مع جدتها
ليتها لم تخبر نوال كانت ستقول سآخذ همس دون حرج
نظرت لهمس وربتت علي شعرها
وقالت كلي يا حبيبتي
نوال بتفهم همس بتاكل يا بنتي انتي ال مبتاكليش
نظرت ليلي لزيزي فمنحتها نظره كريهه
أدارات وجها بسرعه
لتكتشف أن مراد ينظر إليها
ما أن نظرت إليه حتي نفخ فمه بطريقه مضحكه ليذكرها كيف كانت تأكل وغمزلها بعينه لتضحك فقد تذكرت ذلك اليوم
وضع ملعقه من الأرز بفمها تلوكها بفمها
ولكنها لم تستطع أن تبتلع الطعام
ستسافر غدا بجدتها دون همس
بعدأن إنتهي الجميع من الطعام
نادت همس لليلي لتخرج معها الحديقه
جلست بجوارها علي أريكه صغيره بالمظله
وإلتفتت لهمس
لټحتضنها بقوه
وهي تقول إوعي تكرهيني في يوم يا همس
إوعي تصدقي عني كلام مش كويس
إوعي تنسيني يا همس
لتتعجب الصغيره وتقول ببراءه
أنا بحبك يا ماما أكتر حد في الدنيا دي
ليلي ټحتضنها أكتر وتقول
يا حبيبتي يا همس إنتي أحلي حاجه حصلت في حياتي كلها
إنتي خليتي لحياتي طعم
تنهدت ورفعت رأسها للسماء وقالت
إنت عارف يارب إنت عارف ال ف قلبي
جففت دموعها وقالت
همس تيته تعبانة قوي وأنا هروح معاها المنصوره بكره
وإنتي يا حبيبتي هسيبك مع تيته نوال
تيته نوال حلوه وطيبه خليكي معاها علي طول
ومالكيش دعوه بزيزي
ولا بيري كمان علشان مامتها متضايقش منك حبيبتي
همس بإعتراض أنا بحب بيري يا ماما
بس طنط زيزي وحشه وشريره زي التعلب المكار إل أكل ذات الرداء الأحمر
ضحكت ليلي رغما عنها لما قالته همس
أشارت
همس بإتجاه البوابه وقالت
عمو مراد آهو رايح يخرج من البوابه
عمو مراد حلو
نهضت ليلي وقالت إندهي له يا همس
تعالت صيحات همس عمو مراد عمو مراد
إلتفت إليها وعندما رآهم إستدار وسار بإتجاهم
نعم يا همس
قالت ليلي أنا ال عاوزاك
خير قالها مراد
أخرجت ليلي من جيب فستناها ألف جنيه وقالت
لو سمحت دول فلوس علاج تيته وكشفها ولو فيه زياده قول
لا حول ولا قوة الا بالله ما قلنا
لم يكمل جملته حيث قاطعته ليلي غاضبه
أنا مش شحاته ومش محتجاكم تصرفو عليه لو سمحت ليه بتحاول تضايقني
همس مسئوليتكم أنا وتيته لأ قذفت المال في جيب بدلته الخارجي وإنصرفت وتركته متعجبا
قال لهمس بتساؤل ممازحآ
وإنتي مش هتديني فلوس يا همس
همس ضاحكه إنت معاك فلوس كتير يا عمو مراد
رن هاتف مراد فوجدها شهد
فقال بضيق يييييييييه
ولم يرد علي الهاتف وإنما أعاده إلي جيبه ثانيا بملل
في اليوم التالي إستعدت ليلي وجدتها للسفر إلي المنصوره لأيام تري الجده إبنتها خالة ليلي
ويعودا من جديد هكذا إتفقت نوال مع ليلي
عند إنصرافهما بعد أن أمرت نوال السائق بتوصليهن
بكت همس كثيرا لأنها تريد الذهاب مع ليلي
حاولت ليلي التملص منها ولكن إزداد نحيبها وبكاؤها
كان مراد وممدوح يستعدان للذهاب للعمل
ذهب ممدوح دون تدخل
أما مراد فقال لنوال خليها يا ماما تروح مع أمها وترجع معاها بدال مصممه تروح المنصوره
نوال بتوتر لأ يا مراد خليها هنا تتعود علينا
يا بني
لتحتضن همس قدميها وتوسل إليها
الله يخليكي يا تيته نوال علشان ربنا يحبك
سيبني أروح مع ماما
هلعب معاها عند شجرة التوت
وهنيجي تاني والله
قولها يا عمو مراد علشان ربنا يحبك ياعمو
خلاص يا ماما قالها مراد
كانت ليلي تنفطر ألما لبكاء صغيرتها
نظر مراد
لأمه وقال متنسيش إنها كانت طول عمرها عايشه مع مامتها ولسه مش متعوده تبعد عنها
إستدارت نوال لتدخل الفيلا وقالت بإقتضاب
طيب تروح بس متتأخروش