الخميس 28 نوفمبر 2024

المطاريد بقلم أمل نصر

انت في الصفحة 17 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز

الاخر
ياولدي زي مابقولك كدة شعبان ابومندور دا مش راجل هين دا كان نايب عن الدايرة وخبر مۏته انتشر في البلاد كلها دا حتى كبارات البلد عندينا لموا نفسيهم وعملوا عزوة لما راحوا يعزوا في جنازته وماحدش فيهم ابدا ذكر انه ماټ مقتول 
شحب وجه صالح وهو ينظر في الفراع بحيرة مما سمعه من سالم يذكر جيدا انه قټله ورأى طلقات الأعيرة الڼارية التي كانت تخترق صدره ام انه كان يهذي ياالله ما اشد هذه الحيرة رفع راسه فجأة لسالم الذي نهض من مقعده يربت على ذراعه مهونا
هدي اعصابك دلوقت وسيب الامور لله وبكرة بإذن الله يحلها الحلال ونعرف ايه اللي جرى 
اردف بكلماته وهم ليخرج من أمامه وترك صالح الذي انتابته الحيرة تنهش برأسه وقبل ان بمقبض الباب التف اليه يسأله بانتباه ويخرجه من شردوه
طب انت مالقتش حد نهائي يشهد معاك ضد شعبان ده
تنهد صالح قليلا ثم أجابه
في الشركة لا ملقتش نهائي عشان كل حاجة كانت في ايد شعبان يعني قدر يزور في الورق على كيفه اما في البيت فكان في واحد بس جالي القسم وحلفلي انه مؤمن ببرائتي عشان شافوا بعينه وهو بأختي كذا مرة دا غير انه كان موجود ساعة ما شعبان لفقلي تهمة التعدي على مراته وهي كانت راجعة البيت من قبلها بدقايق قليلة بس انا رفضت عشان رغبة اختي وسمعتها دا غير اني اشفقت على الراجل لأنه بصراحة هو مش قد شغبان ولا ايده الطايلة على فكرة ياعم سالم انا مازلت فاكر عنوان الراجل ده يعني لو عايز تتأكد من صدق كلامي روحلوا بنفسك واسأله 
سأله سالم 
يبقى مين بقى هو الراجل ده 
يتبع
الفصل ١٣ بقلم امل نصر 
جهزت نجية صنية الفطار وذهبت للغرفة الموجود بها طرقت بخفة وفور سماعها لصوته دلفت بالصنية بابتسامتها المعهودة دائما تلقي التحية 
صباح الخير ياولدي 
اومأ برأسه وخرج صوته كالهمس 
صباح النور ياخالة 
وضعت الصنية تلتفت له بانتباه على نبرته الحزينة فوجدته مطرق الرأس وعيناه لم يرفعها اليها 
مش بعادة يعني تكلمني وانت حايش عينك عني 
سألته نجية مضيقة عيناها بتفكير فاضطر لرفع رأسه ليجيبها وعيناه تتهرب من عيناها 
معلش ياخالة لو هازعلك بس انا مش عايزك تدخلي عليا تاني بالوكل ولا اي حاجة ولا حتى الست يمنى برضوا انا خلاص عرفت وحفظت مواعيد العلاج وانا كلها يوم ولا يومين بالكتير وان شاء الله هامشي واريح الدنيا 
اندهشت اكثر لتجلس امامه على المقعد الوحيد بالغرفة وقالت 
وه دا باين الموضوع كبير قوي ايه ياعم صالح ماتقول ياولدي على اللي مزعلك خلينا نفهم ايه اللي حاصل 
ضيق عيناه هو الاخر متعجبا من تباسط المرأة معه في الحديث ودلوفها اصلا لداخل الغرفة بعد الذي حدث مع زوجها أمس ايعقل انها لا تعرف بما فعله زوجها وغضبه العاصف من الشك الذي انتابه من صالح على اثر المعلومات التي جمعها يونس شقيقه واخبره بها ام انه قد صدق هنا توقف صالح يهز برأسه ليجلي عن راسه احلام عقله حتى لا يستقيظ مرة أخرى على واقع مرير يعيده للخلف بعد أن تجدد الأمل بداخله وقد افضى اخيرا بالسر الذي اطبق على صدره سنوات 
سرحان في ايه هو لدرجادي السؤال صعب 
سالته نجية بعفويتها تخرجه من شرده فسألها 
هو عمي سالم مقالكيش حاجة امبارح من اللي حصلت مابيتي ومابينه 
ارتخت اجفانها قليلا كي تتذكر قبل ان تجيبه
لأ عمك سالم مقاليش اي حاجة امبارح انا اصلا ماشوفتوش امبارح غير ساعة العشا قبل ما يطلع مع يونس السطح يمكن بس عشان اكون صادقة معاك لمحته وهو طالع من أؤضتك يجي الساعة ١٢ كدة وبعدها بقى كمل سهره عالسطح وبيت هناك كمان نزل الصبح بدري خلاني فطرته وهو لابس العباية الجديدة بتاعة المشاوير والمناسبات لحد اما انا سالته عن المناسبة فرد وقالي انت مالك زي كل مرة اسأله فيها 
يعني أنت عايزة تقوليلي ان عمي سالم طلع الصبح بدري راح مشوار انت مش عارفاه
هو كدة فعلا صح 
وماقاليش اي حاجة عن حوار امبارح 
ياولدي بقولك لا عمال تقرر فيا طب ماتقولي ياوالدي انت الحوار اللي عمال تحكي وتقول عليه ده 
عاد بجذعه يستند جيدا على الوسادة بشبه ابتسامة مترددة مع بزوغ امل جديد داخل قلبه فقال لها ينهي الجدال
معلش ياخالة انا مش هاقدر اتكلم انتظري انت لما يجي عمي سالم واسأليه
بنفسك وهو أكيد هايقولك 
التوى ثغرها بعدم رضا تغمغم 
يعني انت وتحمسني وبعد كدة تقولي استني عمي سالم ماشي ياعم صالح انت حر هاتقدر تاكل بقى ولا هاتمنع زي امبارح كمان 
اشار لكفه نحو الطعام قائلا بحماس 
لا ان شاء الله هاقدر انا اصلا جعان 
وضعت له الصنية يتناول منها بنهم تعجبت له نجية التي تركته بعد ذلك لتخرج من غرفته وترد على المكالمة الهاتفية التي أتتها 
الوو ايوة يامرة اخوي اه يعني هو راحلها النهاردة خلاص تمام انتي اسمعي من ولدك لما ياجي وبعد كدة اتصلي واحكيلي بعد مايخلص المشوار انا هاقعد جمب التلفون عشان اطمن 
خارج اسوار مدرستها خرجت في وسط اليوم الدراسي متحججة لمدرستها بشراء بعض الأدوات الدراسية من المكتبة المتوفرة قريبا من المدرسة تتحرك اقدامها باضطراب وعيناها تدور في جميع
واقفة مكانك ليه انت عايزة البنات اصحابك يشوفوكي ولا ايه 
تلعثمت پخوف قائلة
بصراحة خاېفة وعايزة ارجع انا متعودتش ابدا اخرج واقابل حد غريب اثناء اليوم الدراسي 
هو انا اي حد برضوا ياندى ولا انت لسة معتبراني غريب 
تلجم لسانها عن النطق بكلمة اليه فبماذا ترد وهي لم تتحدث معه سوى من يومان وكأنه قرأ افكارها فقال مبددا مقاومتها 
انا مش غريب عنك ياندى وانت عارفة كويس من ساعة مالمحتك وانت ماشية مع اصحابك تحت بلكونتي وبقيت اراقبك من شباك الفصل بتاعك وانت خدتي بالك من نظراتي وحبي ليكي وبقيتي تحكي لصحابك عني وتضحكوا على العاشق الولهان واحنا ربط مابينا خيط شديد قوي لا يمكن هاينفك ولا حد يقدر يقطعه 
ردت على كم المعلومات التي ذكرها امامها بازبهلال 
خيط ايه ده انا مش فاهمة 
وجهه منها متنهدا بصوت خفيض 
خيط الحب ياندى انا بحبك وانتي كمان بتحبيني بس سنك الصغير وخبرتك القليلة مخلياكي مش فاهمة المشاعر اللي جواكي ولا انت قادرة تفسريها 
انت خۏفتي ولا ايه دا مجرد بس كلام 
اوعى سيب ايدى لو سمحت 
حاولت لنزع كفه القابضة بقوة على كفها قائلة بجزع شعر هو به فترك كف يدها قائلا بأسف
اهي ايدك اهي عشان تعرفى اني ماليش غرض وحش 
بمجرد ان ترك يدها لم تنتظر ندى منه تبرير اخر فركضت عائدة لمدرستها على الفور 
في وقت لاحق من اليوم
كانت يمنى عائده من معهدها بعد ان انهت دوامها ومعها صديقتها صفاء في طريقهم المؤدي للمشفى الذي يتدربن ويعملن
به الذي يأتينه سيرا على الأقدام نظرت المسافة بين المستشفى والمعهد أجفلن على صوت رجولي بهتف باسمها من الخلف كي يستوقفها هذا الصوت الرجولي المعروف لأذنيها جيدا كان يهتف باسمها غير عابئ بأنه في وسط طريق عام 
يمنى يا يمنى 
استدرات اليه مع صديقتها صفاء رافعة طرف شفتها المطبقة وملامح وجهها المتغضنة خير دليل على امتعاضها وڠضبها منه ردت باقتضاب 
نعم عايز من يمنى ايه 
خطا بأقدامه اليها كي منهن المسافة فقال بابتسامة لم تعجب يمنى من سماجتها وهو يمد بكف يده كي يصافحها هي وصديقتها 
ازيك يا يمنى عامله ايه
ترددت في البداية ان تستجيب لتحيته وتمد اليه كفها وتصافحه ولكنها لم تشأ احراجه امام صديقتها فبادلته المصافحة على مضض اما هو فاتسعت ابتسامته وصافح صديقتها ايضا قبل 
ان يبدأ بكلماته واسئلته المحفوظه لديها 
عاملة ايه الست الوالدة و اخبار عمى سالم ايه
اجابته بابتسامة صفراء 
الحمد لله ياسعد الف شكر على كل حال المهم انت بقى موقفني في وسط الطريق كدة وقدام الناس اللي رايحة واللي راجعة ليه بقى
إجفلته بجفاف ردها هكذا وقبل إن يبدأ حديثه أجابها بتوتر 
ايه يايمنى دا انا ابن خالك مش حد غريب يعني عشان تخافي 
انا مش خاېفة انا بس محرجة من الوقفة في نص الشارع كدة 
قالت بحدة اربكته اكثر حتى نظر لصفاء التي كانت تتابع بصمت وهو يردف لها
طيب لو محرجة تعالي معايا انتي وصاحبتك اعزمكم على حاجة ساقعة 
سألته رافعة حاجبها بشړ
وانت تعزمنا بقى على حاجة ساقعة وكماان بداخل كافتيريا ! طب ليه بقى ايه المناسبة مثلا
ردد بتعلثم 
مممن غير
مناسبة انا كنت عايز اسألك عن صحة الوالد واطمن عليكم 
اعتلت ابتسامة غير مفهوم على ملامح وجهها تردف قائلة 
يعني انت عايز تعزمني انا وصاحبتي في كافتيريا وتشربنا على حاجة ساقعة عشان تسألني عن حالي وعن صحة ابويا طب ياسيدي انا كويسه وابويا كويس وامى واخواتى كويسين كمان ها بقى عايز تسال على ايه تانى يا سعد 
شعر بانسحاب الډماء من وجهه وقد انتابه الحرج الشديد من الكلمات التي القتها بوجهه امام صديقتها التى كانت مطرقة راسها حتى لا يرى ابتسامتها التى تحاول جاهده اخفائها! 
سألها بعتب 
فيه ايه يايمنى هو انتى ليه كلامك ناشف معايا وكأنك مش طايقة تتكلمي معايا ولا تشوفيني 
اردفت هى غاضبه 
مش موضوع اني مش طايقاك او مش عايزة اشوفك المشكلة ان ماينفعش الوقفه في الشارع كده يا سعد انت عارفني ازاي انا مقفلة وماحبش اي بني أدم يبصلي ولا يجيب سيرتي بحاجة وحشة مش كل الناس تعرف ان انت ابن خالي 
وكأنها اعطته الضوء الأخضر اردف بسماجة
طب خلاص يبقى اجى بيتكم واجيب امى ونتكلم مع ابوكى 
لا اا ماتجيببش حد 
هتفت بها بحدة مما زادت بآحراجه اكثر امام صديقتها التى مازلت مطرقة راسها بخبث مستمتعة بما يحدث ولكنها لا تجرؤ على اظهار رد فعلها رفعت راسها تتصنع المرؤة فقالت بلطف 
طب انا ممكن امشى واسبقك يا يمنى وانت بقى ابقي تحصليني! 
هتفت يمنى ناظرة اليها پغضب 
لا ياستي واياكي تتحركي من مكانك ياصفاء ولا تعتبي مكان من غيري ولو مستعجلة قوي اطمني يااختي انا خلاص ماشية 
نظر سعد اليها بحزن قوئلا 
تانى يا يمنى بتقفلي البيبان في وشى ومش عايزه تدينى فرصه 
وو ! 
بسسسس لحد هنا ووقف بقى عشان تسمعني 
قالتها بمقاطعه! وهى توقفه بكف يدها وتابعت 
انا كنت عارف من الاول سبب مجيتك عشان كدة بقولك ننهي من الاول من غير جدال كلام مافيش منه فايدة عشان النتيجة واحدة واظن انها باينة من رد فعلي قدامك واخد بالك ياسعد ياللا عن اذنك عشان امشي وابقى اشوف وشك بخير 
ثم من غير كلمة أخرى سحبت صديقتها من ذراعها والټفت لتذهب من امامه متهربة دون ان تلتف ولا ترى رد فعله ووجه الذي شحب من تقريعها الغير مباشر ناظرا في اثرها پصدمة 
وهي تعدو بخطوات مسرعة وبيدها صديقها التي تركض لمجارة
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 33 صفحات