الخميس 28 نوفمبر 2024

المطاريد بقلم أمل نصر

انت في الصفحة 22 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز

برضوا اتخيلت كدة بيبقى شلال اسود بيتفرد على ظهرك وقت مابتسرحيه مش بقولك انك اميرة ياندى امتى بقى قلبك يحن وتخليني اشوفك بيه 
استفاقت لنفسها قائلة بلهجة جعلتها حازمة 
لو سمحت ياكرم ماتجيش السيرة دي تاني لاحسن ازعل منك 
وصلها صوته سريعا 
لا ياندى بلاش تزعلي مني وترجعيني لعذابي في بعدك وجفاكي من تاني دا انا مصدقت انك حنيتي ترودي عليا وسمعت اخيرا صوتك صوتك اللي نبرته احلى من كل الاغاني 
صمتت وقد اعجبها الغزل فشعر هو بذلك فااكمل 
ووشك اللي زي البدر في جماله بيغريني ارسم صورتك تاني وتالت ورابع واڠرق بيها حيطان البيت وحتى سقف الاوضة بتاعتي 
ردت بخجل وانتشاء من غزله لها 
طب خلاص طيب كل دا فيا انا هو انا حلوة قوي لدرجادي يعني 
حلوة قوي قوي ياندى ياما نفسي تحسي بالحب اللي انا شايلهولك في قلبي ياما نفسي اسمعها منك الكلمة اللي هاتحييني وتحسسني اني عايش بحق 
سألته بعدم فهم 
كلمة ايه اللي انت عايز تسمعها مني 
كلمة بحبك قولي بحبك ياندى خليني اعرف انام النهاردة وارتاح 
صمتت بعدم معرفة لا تعلم كيف تنطقها فتابع هو بإصرار 
قولي ياندى ريحي قلبي قولي 
ردت بتوتر وارتباك 
اقول ازاي يعني ممعرفش انا وبصراحة اتكسف اقول حاجة زي دي 
زاد بإلحاحه الغريب 
لا يا ندى ماتقوليش كدة انا وانت مافيش مابينا كسوف رددي ورايا وانت تعرفي تقوليها بحبك ياكرم 
صمتت مرة ثانية والح اكثر 
حرام عليكي ياندى قولي بقى وريحيني بحبك ياكرم 
اذعنت تحت الحاحه اخيرا فقالت دون ان تشعر بمعناها 
بحبك ياكرم 
انطلق تهليله عبر الاثير بغير تصديق وكأنه ربح الجائزة الكبرى 
الله عليك الله عليك ياحبيبتي انت ايوة كدة انعشي قلبي واحييه بعد ما كان بېموت مني الايام اللي فاتت
عارفة ياندى انا عشان المناسبة الحلوة دي مجهزلك هدية 
التمعت عيناها ببريق الفرح ولكنها حاولت الا تظهر ذلك في صوتها وهي تسأله بجدية 
هدية ايه انا ماينفعش اخد منك هدايا 
دي هدية بسيطة يا ندى مش مستاهلة يعني 
ايوة بس انت مش خطيبي عشان اقبل منك 
قالت بدلال استغله هو 
قريب قوي هاتبقي مراتي ياندى بس انت اقنعي ابوكي وامك وانا مستعد اخليكي تكملي سنتك في بيتي هنا واساعدك كمان في الدراسة بس انت ساعديني الاول عشان يقبلوا 
تبسمت بانتشاء على تعلقه بها فقالت بلطف 
حاضر ححاول اقنع امي
وهي تقنع ابويا 
انهى العم فضل سهرته واصر على العودة الى بلدته رغم الحاح سالم عليه بالمبيت ولكن قبل ذهابه طلب من سالم رؤية ابنته التي قامت بمساعدة ابيها في رعاية صالح ووالدتها التي اصرت بحنان الأم على علاجه تقدمت نجية نحوه مرحبة 
يامرحب يامرحب نورت بلدنا ياحج 
صافحها الرجل قائلا بسرور 
يامرحب بيك ياشيخة العرب والله الواحد معارف هايودي جميلك دا فين يابنت الأصول 
جميل ايه بس ياحج احنا مجرد اسباب وربنا هو الشافي المعافي 
ونعم بالله بس برضك ! انا راجل اقول الحق ولو على رقبتي ناس غيركم مكانوش هايرضوا ابدا انهم يعالجوا صالح وانتم ظانين انه مچرم وماتعرفوش اصله الكريم لكن ارجع واقول ايه هو راجل طيب عشان كدة وقفلوا ناس زيكم ولاد حلال 
مساء الخير 
دوت من قريب بصوتها الرقيق جعلته يعتدل في وقفته وهو ينظر لها بهيام اثارت انتباه الرجل العجوز الذي رحب بها بأبوية قائلا 
يااهلا يااهلا ياست ابوكي انت بقى يمنى 
اومأت برأسها اليه وهي لتصافحه بخجل وابتسامة جميلة 
ايوة انا يمنى ااهلا بيك ياعمي 
رحب فضل معجبا بها وعيناه تتنقل نحو صالح كل ثانية 
دا انت صغيرة قوي يابت دا انا افتكرتك كبيرة عن كدة 
اومأت مبتسمة بصمت فتابع هو مخاطبا اباها 
ملكش حق ياسالم ياراجل لما حكتيلي عنيها مقولتش ليه انها زي البسكويتة الحلوة كدة صغيرة ومنمنمة 
اعتدل يونس في جلسته يتحمم پغضب قائلا 
بسكويت ايه والكلام الفاضي دا ياعم الحج ماتخلي بالك من كلامك 
ضحك فضل بصوت مجلل يردف ليونس 
وماقول بسكويتة ولا عصفورة حتى هو انا شباب عشان تخاف مني دا انا في عمر جدها ياراجل 
اخفض يونس عيناه وقد اسكتته الحجة ولكنها ارتفعت مرة ثانية على قول فضل المشاكس 
بس اقولك انا لما شوفتها برضوا اتفتحت نفسي 
احتدت معه نظرات صالح وسالم ايضا فتابع فضل بمكر 
ياخوانا مش ليا دا انا بقولكم اتي قد جدها انا قصدي على واحد في معزة عيالي 
اردف بها وعيناه نحو صالح الذي تمتم حانقا بداخله من الاعيب الرجل العجوز رد سالم من الناحية الأخرى 
دا انت بحورك غريقة قوي ياعم فضل 
ضحك جميعهم على قول سالم واستمرت الجلسة الودية الجميلة مع العم فضل لنصف الساعة تقريبا قبل ان يتركهم الرجل ويغادر عائدا الى بلدته عاد ايضا صالح الى غرفته وقد انتابه بعض الراحة من رؤية الرجل الطيب والمعاملة الكريمة من اهل المنزل ولكن كالعادة لا تكتمل معه الراحة والقلق عاد ينهش بقلبه خوفا على شقيقته التي عادت للقصر الملعۏن مرة أخرى وهو لا يعلم ماحالها الان ان كانت تتلقى معاملة جيدة ام سيئة في هذا البيت هل رحموا ضعفها ام ينتقموا منه فيها فرك بكفه على صفحة وجهه يتمنى ان يطمئن قلبه عليها في خضم ذلك القلق والحيرة الشديدة تذكر ابتسامتها الجميلة ورقتها في
الرد على العم فضل الماكر والذي اوشك على فضحه امامهم بتلميحاته الخبيثة والتي لم يفهماها سواه وذلك لتاريخ عشرتهم الطويلة مع بعض ولكن المحير له الان كيف علم هذا العجوز مابقلبه ام يكون قد رأى وميض عشقها في عينيه ام ماذا يكون كيف عرف هذا الخبيث ليشاكسه هكذا بكل ثقة 
حينما عاد سالم ليلا بعد توصيله للضيف حتى الموقف العمومي لسيارات البلدة وجد شقيقه يونس في انتظاره جالسا بتحفز على الكنبة الخشبية في مدخل المنزل تبسم له سالم قائلا 
وقدرت تسهر تستناني وانت جاي من مشوار السوق ومهدود حيلك 
اجابه يونس بامتعاض 
وانام كيف وانا بيتي بقى كيف الشارع والناس الغريبة داخلة طالعة فيه من غير احم ولا دستور 
رد سالم وهو يجلس بجواره على طرف الكنبة الخشبية 
ناس مين اللي غريبة بس ياواد ابوي هو في حد يقدر يدخل البيت من غير شورة صحابه يايونس وان كان على الراجل الضيف فاانا اللي جبته بنفسي وسحبته سحب من بلده كمان 
كمااان ! انت اللي جبته بنفسك ياسالم وانت تعرفه منين دا اساسا ولا يكونش بقيت مرسال كمان للباشا اللي جوا اسمع ياسالم انا مسكت نفسي ومارديتش اكسفك قدام الراجل الغريب رغم ان دمي كان بيغلى وانا شايف الواد ده قاعد معاكم واكنه من اهل البيت في ايه ياسالم هو الواد ده بقى وارث معانا عشان يجيب ضيوفه كمان نضايفهم في بيتنا 
اومأ له سالم بيداه 
اهدى بس انت وانا هاحكيلك على كل حاجة 
هاتحكيلي ايه بقى لا يكون هاتقولي كمان انك اكتشفت انه برئ وان الطلقة اللي كانت في دراعه كانت هزار مع واحد صاحبه 
تبسم سالم من طريقة شقيقه ثم قال بجدية 
لا ياسيدي مش هاقولك هزار ولا اي حاجة من الكلام ده انا بس هاحكيلك اللي قالهولي صالح واكدهولي الراجل الضيف النهاردة 
بداخل غرفتها يمنى وعلى سريرها كانت تتقلب في فراشها و على وسادتها تناجي سلطان النوم كعادتها مؤخرا ولكن هذه المرة لم يكن تفكيرها
مرهقا فيمن اقتحم حياتها قريبا بدون استئذان هذه المرة كانت تفكر بحالمية نبتت بداخلها بعد لقاءها بالرجل الضيف الذي اكد بحضوره اصل صالح الطيب كما ذكر لها أباها مؤجلا سرد قصته عليها والتي قال عنها بالتفصيل وهو تعرض صالح لظلم لا يتحمله بشړ ولكنه ذكر ايضا انه اصبح بدون مستقبل بمعنى انه لايوجد امل في 
عند هذه النقطة فاقت يمني لنفسها حتى لا تترك نفسها لهواها وتشطح بتفكيرها في شئ منه للمستحيل تقلبت بجمبها تغمض عيناها حتى تستطيع النوم وتنهي يومها هذه بكل مافيه ولكن ماهي الا دقائق معدودة ودوى صوت هاتفها رفعت رأسها وتناولته من الكمود لترى من المتصل ولكنها لم تعلم وذلك لانه كان رقم مجهول ردت بتردد 
الوو مين اللي بيتصل 
الوو ايو يمنى ازيك عاملة ايه 
ضغطت على عيناها بغيظ وقد علمت هوية المتصل من صوته من قبل ان ترد عليه 
عايز ايه ياسعد 
اتاها صوته مع اصوات همهمة قريبة مكتومة
يعني هاكون عايز ايه يعني ابن خالك وبيتصل عشان يطمن عليك 
ردت قائلة بحدة 
لا اطمن يابن خالي وطمن
امك اللي حاطة ودنها على التليفون معاك وبتمليك الكلام اللي بتقهولي انا كويسة كويسة قوي ومش ناقصني حاجة خالص ياساتر 
هتفت بالاخيرة بعد ان انهت المكالمة بوجههم دون استئذان لو كان الأمر بيدها لأسمعتهم من الكلمات بما يليق بيهم ويستحقونه ولكنها تخشى ڠضب والدتها فهي الأدري پغضب نجية فيما يخص اخيها وابنه ابن امه كما تسميه دائما يمنى 
ها ياواد ابوي ايه رأيك في الكلام اللي قلته دلوقت
سأل سالم بعد أن سرد القصة من بدايتها لنهايتها لأخيه الذي اشاح يونس بعيناه قليلا ثم قال 
وانت ايش عرفك ان كلام الاتنين صادق مش يمكن يكونوا متفقين مع بعض عليه
رد سالم 
وه يايونس هو انا غبي عشان ماعرفش افرز اللي قدامي واكشف ان كان صادق ولا كداب 
تأفف يونس قائلا بنفاذ صبر 
لا ياسالم مش غبي بس حاسك مايلوا يعني هاتصدق عشان انت عايز تصدق مش هاتدور ولا هتدعبس على الحقيقة 
حدق سالم بشقيقه قليلا ثم قال 
اقولك حاجة يايونس انا حاسس ان انت كمان مصدق من جواك بس بتنكر قدامي عشان مش عايز تبين 
الټفت اخيه يرمقه بنظرة مضطربة ثم أشاحها مرة أخرى قائلا 
حتى لو مصدق ياسالم انا شايف اننا نبعد عن الشړ ونغنيله صاحبنا ده زين ولا عفش لنفسه بقى احنا ناس بنجري على اكل عيشنا بالضالين انت بيتقطع فرطك النهار كله في شغل الزرع وتيجي الليل تقسمه نص حراسة من الحرامية وساعتين خطڤ نوم وانا واحد شغلتي في سمسرة البهايم يدوب بحوش منها بالعافية لتشطيب الشقة اللي مرضياش تخلص دي عشان اتجوز بقى واريحكم من همي فاحنا مش ناقصين حد من الناس الكبيرة دي يحط علينا دول مرحموش اللي متربي معاهم في بيتهم هايرحمونا احنا الغلابة
تنهد سالم يستوعب كلمات اخيه ثم قال 
كلامك كلو سليم يا يونس بس احنا هانستعجل الأمور ليه مدام قلبنا اطمن من ناحيته وعرفنا اصله الكريم يبقى نصبر عليه لما يخف وبعدها يحلها الحلال بس عالاقل دلوك انا هاحط راسي على المخدة وانا مطمن ان اللي قاعد جوا مش حرامي ولا قتال قتلة 
اومأ برأسه يونس ينهض عن الكنبة وهو يمط بجسده 
روح انت نام وانا كمان هاروح احط راسي اللي تقلت دي من مشوار السوق وجري البهايم الكبيرة دا حتة بقرة النهاردة اطلقت في السوق عليا النعمة بهدلت رجالة بشنبات 
ضحك سالم من قلبه وهو يتبع اخيه هو الاخر أيضا وسأله مستندا بكفه على كتف
21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 33 صفحات