الجمعة 29 نوفمبر 2024

المطاريد بقلم أمل نصر

انت في الصفحة 24 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز

بس 
احلهالك انا ياسيدي 
اردف لها يونس وهو بخرطوم المياه السائلة من الصنبور 
اغسل من المية دي ساهلة اهي 
ضحك صالح من
قلبه وهو يتناول خرطوم المياه ويمرر بها يغسل وجهه ويديه في تجربة لم يخوضها من قبل 
وفي المدرسة وبعد ان وصلت الى فصلها لتجلس سريعا على تختها الټفت يمينا ويسارا لاهثة بأنفاسها قبل ان تضع يدها بداخل حقيبتها المدرسية مخرجة تلك العلبة المخملية وتتناول السلسال الذهبي فشهقت بإعجاب شهقة منعتها في حضوره أمامها لا تصدق ان هذا السلسال الجميل أصبح هديتها من عاشق لها كما يقول ويؤكد لها دائما هو من رجل يتمنى ويكاد ان ېقتل نفسه للارتباط بها 
ايه الحلاوة دي 
اننتفضت مڤزوعة وهي تجد سلسالها اختطف من يدها واصبح في كف زميلتها علية تلتف به امامها بإعجاب
ېخرب عقلك يا ندى سلسلة دهب وفيها قلب وحرف الكاف كمان مين دا يابت اللي بحرف الكاف وبيجبلك هدايا دهب 
اړتعبت ندى وذهبت مهرولة لتغلق باب الفصل قائلة برجاء 
ياعلية وطي صوتك هاتفضحينا دا هدية من خطيبي 
ولما هو هدية من خطيبك بتخبي ليه انك مخطوبة اساسا 
سألتها بتشكك وهي تبتعد بالسلسال عنها وتلاعبها ردت ندى بارتباك 
ماهو هايبقى خطيبي والله واتقدملي كمان بس ابويا هو اللي رفض 
شهقت الفتاة مرددة بعدم تصديق 
ابوكي رفضه ومع ذلك هو بيجبلك هدايا بالدهب كمان دا مين دا يابت 
نظرت لها بتخوف وتردد في ذكر الأسم فعلية هذه لطالما اشتهرت بعلاقاتها مع الشباب 
ماهو انت لازم تقوليلي الأسم ياندى عشان ياحبيبتي انا مش هاسكت النهادة غير لما اعرف 
قالت الفتاة بمحايلة وتابعت وهي تغمز بعيناها 
قولي يا حبيبتي عشان ادلك ليكون حد بيضحك عليك قولي يابت 
تعرقت ندى وزاد توترها حتى زاغت عيناها لخارج النافذة الخشبية للفصل نحو الشرفة المعروفة شهقت الفتاة ضاحكة حينما التفتت للناحية التي تنظر لها ندى قائلة
لا ماتقوليش معقولة يكون العاشق المتيم 
حينما صمتت ندى فهمت الفتاة فزادت من ضحكاتها المچنونة وهي تدور حول ندى مرددة
اه ياكهينة يا لئيمة انت بقى معلقة الواد ومقشطاه ومعانا احنا بتضحكي معانا وتتمسخري عليه 
هتفت عليها ندى غاضبة 
بلاش كلامك المستفز دا يا علية كرم عايزني في حلال ربنا بدليل انه اتقدملي زي ماقولتلك 
تخضرت الفتاة وهي تحدق بندى من رأسها لأخمص قدمها فقالت بميوعة 
طب انا مش هاقولك كلام مستفز ولا اضايقك حتى بس بشرط تحكيلي الحكاية من طق طق لسلام عليكم 
زفرت ندى من انفها تشيح بعيناها عن الفتاة لبعض اللحظات تفكر قبل ان تعود اليها حاسمة امرها 
انا هاتكلم واحكيلك بس وديني ياعلية لو طلع الكلام دا للبنات المايصين اصحابك لاكون مبلغة عنك مديرة المدرسة بأي بمصېبة من اللي بتعمليها مع البنات 
اومأت الفتاة برأسها على مضض قائلة 
ماشي ياندى 
يتبع
الفصل ١٩
بوجه ضاحك وابتسامة غابت عنها كثيرا كانت تتعامل مع زملائها في العمل والمرضى أيضا كان نصيبهم الرعاية مع الحديث اللطيف المرح تهون به عليهم انتبهت عليها صديقتها في اثناء مررهم برواق المشفى الذي يتدربن به 
عيني عليكي باردة النهاردة اول مرة من مدة طويل الاقي وشك منور كدة وضحكتك طالعة من القلب 
اومأت لها يمنى بابتسامة غير مبالية فتابعت صفاء 
وكمان بتتقلي ومابتروديش جرا ايه يابت عم سالم ليكونش مخبية عني حاجة يابت 
ويعني هاكون مخبية عنك ايه بس يامجنونة انت هاتستعبطي ما كل حاجة على يدك 
قالت يمنى فالټفت لها صفاء ترمقها بتفحص وردت تسألها رافعة احدى حاجبيها بريبة 
على يدي كيف يعني اوعي تكوني اتخطبتي ومداريه عني يابت 
ضړبت يمنى بكفيها تضحك مرددة 
عليا النعمة صح مچنونة يابت افهمي بقى انا لا يمكن هاتخطب ولا اتنيل طول ما انت بتنبريلي فيها ببوزك الفقر ده !
شهقت صفاء مستنكرة ترد عليها 
انا بوزي فقر برضوا يايمنى دا احنا اطورنا على كدة وبقينا بنعرف نألس بالكلام كمان يا يمنى ايه اللي حصلك يابت 
ضحكت بمرح يمنى وهي تتلقى لكزة صديقتها على ذراعها ثم توقفت بجوار شرفة زجاجية في احد
اركان المشفى تنظر للخارج وقالت بشرود 
هاتصدقيني ياصفاء لو قولتلك ان انا نفسي مش عارفة انا ليه مبسوطة 
لا والنبي 
اردفت بها صفاء بغير تصديق وتابعت 
يعني على كدة بقى انت صحيتي الصبح ولقيتي نفسك بالهيئة دي طب والوش المكشر بتاع الأيام اللي فاتت في القلق والخۏف دا كان برضوا كدة من غير سبب 
ردت مضيقة عيناها وقالت بشقاوة 
اممم لا دا كان ليه سبب بس برضوا على غير ارادتي 
من غير اردتك ازاي يعني هو انت مچنونة يابت 
قالت صفاء وهي تدفعها بكفيها
حتى كادت ان توقعها على الارض صاحت يمنى عليها بصوت خفيض 
يامجنونة هاتوقعيني وتخلي صوتي يطلع انت عايزة تجيبلنا الكلام 
لم ترد صفاء وزفرت حانقة فتابعت يمنى بمرح 
طب خلاص ماتكشريش كدة واعدلي وشك المقلوب ده 
صمتت يمنى قليلا ثم أردفت 
احساس ان تبقى روحك معلقة بروح حد تاني غريب عنك او لما تشوفيه تبقى متأكدة انك تعرفيه من سنين طويلة دا اسمه ايه لما تحسي بقلبك بيرفرف من الفرح اما بس تشوفي ضحكته ولا ابتسامته النادرة
دا يبقى ايه لما تحسي ان صدرك طابق على قلبك والنفس منحاش عنك لمجرد بس انه زعلان لشئ يخصه حتى من غير مايقولك عنه دا اسمه ايه 
تنهدت صفاء بابتسامة تزين ثغرها فقالت 
هيييح على دلع البنات يما ومياصتهم ماهي معروفة لوحدها ومش محتاجة تفسير ناقص بس الفعل وتبقى رسمي 
ظهر الحزن على وجه يمنى الذي اختفى منه المرح وهي ترد على صديقتها 
للأسف دا حلم بعيد لا انا ولا هو نجرؤ عليه ماانت عارفة ظروفه مهببة ازاي مش انا حكايالك برضوا 
ردت صفاء 
عارفة بس مافيش حاجة بعيدة عن ربنا انت بس قولي يارب 
يارب ياصفاء يارب 
رددت يمنى بتمني حتى اجفلت على هتاف صديقتها 
صح يابت يايمنى انا قريت عن حاجة كدة مشابهة لحالتك انت صالح عارفة يابت بيقولوا عليها ايه 
قطبت يمنى تسألها باستفسار 
اسمها ايه 
اجابتها الأخرى 
دي والله اعلم حاجة كدة شبه التخاطر 
في البلدة الأخرى 
كان العم فضل جالسا بطرف الطريق على جزع نخلة صغيره مستندا بظهره على احد البيوت الطينية وكأنه في انتظار أحد ما حتى ظهرت احدى النساء وهي تعبر الطريق وبيدها عدة اكياس بلاستيكية ممتلئة بالخضروات هتف عليها فضل وهو يتقدم بخطواته نحوها 
استني استني اقفي عندك يا سيدة 
توقفت على سماع الصوت المرأة الأربعينيه تنظر بتفحص نحوه حتى اذا منها رددت مرحبة 
عم فضل ياهلا بيك ياراجل ياطيب عاش من شافك 
يصافحها بمرح هو الاخر 
انت اللي عاش من شافك بقيتي مختفية ومحدش بيشوفك خالص ليكونش عيشة القصر عجبتك يافقرية 
ضحكت المراة بمرح حتى ظهرت اسنانها فقالت 
قصر مين ياعم بس اللي هايعجبني واحنا شغالين خدامين فيه هو احنا وش قصور برضوا 
خدامين خدامين كلنا خدامين لقمة عيشنا يا سيدة مش احسن من مد اليد 
اردف بها العم فضل ردت المرأة على قوله 
احسن مية مرة طبعا بس انت نفدت ياعم فضل جوزة عيالك وسيبت الشغل تراعي قراطين الأرض يارب انا كمان اجوز البنتين عشان اترحم زيك 
ضحك العم فضل مستخفا يرد 
طول ما في جوازة بنات عمرك ما هاتستريحي دي مصارفهم بعد جوازهم بتكتر مش بتخلص 
والنبي صح عندك حق 
اومأت المرأة مصدقة بقوله فتابع هو سائلا 
الا قوليلي صح عاملة ايه البنية وردة خفت كدة بعد ما طلوعها من المصحة ولا لساتها على حالها 
لوت المرأة ثغرها تلوح بكفيها 
والله ما انا فاهمالها ياعم فضل مش انا مرعياها اليوم كله اها وبيتقطم ضهري قبالها لكن والنعمة ما فهمالها نوبة الاقيها بتبصلي واكنها عارفاني وسامعة كلامي ونوبة تاني اشوفها كأنها واحدة تانية نظرتها بتخوفني واحس كدة وكانها هاتهجم عليا تقولش بسم الله الحفيظ ملبوسة 
وه لدرجادي طب يعني على كدة هي مابتتكلمش واصل 
نفت المرأة تهز برأسها وقالت 
عارف ياعم فضل الدكاترة نفسيهم محتارين فيها وانا عن نفسي صعبانة عليا ومقطعة قلبي عليها والنبي البت وردة وهي وردة الوش وكانه بدر منور لكن العقل الله مخلف بقى 
ااااه 
اومأ فضل وكأنها يتفهم كلماتها ثم رفع رأسه لها قائلا 
بقولك ايه ياسيدة هي البت بيعمولها زين في القصر هناك ولا طول الوقت حابسينها في اوضتها وكاتمين نفسها 
وفي الحديقة وبعد ان تناول معهم وجبة الإفطار على الأرض وسط الخضرة واجواء الطبيعة الساحرة كان يتحرك معهم بخطواته معهم يتابع طريقتهم في جنى الثمار الناضجة من الشجرة التي طرحت حديثا ثم غرز الحبوب في الأرض بعد ان تم عزيقها واخراج النباتات التالفة منها ثم ريها
بالماء الجاري حتى تنبت وتختضر كسابقتها شاكسه سالم قائلا 
تعبناك معانا النهاردة ياعم صالح 
بادله الابتسام قائلا صالح 
بصراحة مش عايز اكدب عليك ياعم سالم واقولك متعبتش لأن انا فعلا تعبت 
وه ههههه 
اردف بها سالم مقهقا يتابع 
انت كدة هاتخليني اصدق كلمة ولدي صح لما بيقول انك عطلان 
ضحك صالح وانطلقت ضحكة مدوية من يونس وهو يردد 
دا محمد ولدك دا مصېبة صح ياواد ابوي 
ردد صالح هو الاخر 
الله ېخرب عقله حتى معاكم انتوا كمان فاضحني الا فين هو صح ماشغالش النهاردة معاك زي كل يوم ياعم سالم 
النهاردة في ماتش كورة في الاستاد الكبير يعني مش هاياجي غير بعد ما يخلصه انا مش عارف النصيبة دا امتى اتعلق بالكورة دا عمره مابجيبش الست سنين الله ېخرب مطنه 
ربت يونس على صدره بتفاخر 
طالع لعمه حبيب عمه ده دا انا مكنتش بسيب ماتش الا اما اشترك فيه على ايامي قبل مااحس بالدنيا والمعايش تطحني الله يلعن ابو الفقر ماله الواحد لو كان معاه فلوس دلوك مش كان زمانه اتجوز من زمان وريح مخه بلا ۏجع قلب 
خاطبه صالح قائلا 
مش دايما الفلوس بتبقى نعمة احيانا بتبقى نقمة ونصيبة كبيرة اسألني انا شوية الهوا دول اللي طالعين من وسط الخضرة الى تشمهم وسط ناسك وحبايبك صدقني والله بالدنيا ومافيها 
صمت سالم ويونس بتفهم لمقصد صالح الذي اردف متابعا 
ياما نفسي احضر فرحك يايونس واشوف شكلك
عالكوشة جمب عروستك ههه هاتعرف توشوشوها كدة برضوا يايونس وتضحكها عالكوشة
صدرت ضحكة مدوية من سالم كما ظهرت على وجه يونس قبل ان يستدير بجسده عنهم متصنع الڠضب يضرب بالفأس قائلا 
خبر ايه امال لا انتوا فاكرني مخبل اعرف طبعا اقول كلام حلو كتير كمان بس انا هاخدها من قاصرها واخدها من الكوافير للشقة على طول فاضي انا للكوشة والكلام الفاضي ده 
قالها يونس وانطلقت نوبة من الضحك بينهم غير قادرين على التوقف حتى صدح صوت الهاتف الخاص بسالم على الأرض مسح كف يده على جلبابه قبل ان يتناوله سريعا ويرى اسم المتصل فتح يرد على الرجل بترحاب 
الوو يااهلا ياعم فضل تسلم هو زين والحمد لله ايوة يعني كلمتها واتأكدت من الكلام ده زين قوي حاضر من عنيا في أي وقت انت اتصل وان شاء الله ليها حل هابلغه حاضر 
بعد أن انهى المكالمة الټفت سالم لصالح قائلا
23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 33 صفحات