الجمعة 29 نوفمبر 2024

المطاريد بقلم أمل نصر

انت في الصفحة 25 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز

بحماس 
شكلك كدة هاتتلم على اختك قريب وتشوفها 
انتفض قلب صالح بصدره يردد بعدم تصديق 
انت بتتكلم جد ياعم سالم يعني فضل عرف يلاقيلنا سكة في القصر 
اجابه سالم يطمئنه 
ان شاء الله هاتشوفها بعيد عن القصر خالص اصله بيقولك ان ليها ميعاد في السبوع بيطلعوها برا القصر ويودوها للدكتور النفساني يعني ان شاء الله لو عرفنا الميعاد نلاقي طريقة نوصلها بيها 
ردد صالح بقلب انفطر بالحنين نحو شقيقته اثار الشفقة بقلب سالم ومعه يونس 
يارب دا يحصل ياعم سالم يارب يحصل قريب قوي 
في المساء وعلى سطح منزله كان سالم يكركر في حجر الشيشة خاصته وهو جالس كالعادة على مصطبته الملتصقة بسور السطح حينما منه ابنته الصغرى ندى تلقي التحية بأدب 
مساء الخير يابوي 
قطب سالم يرد التحية بابتسامة واسعة 
مساء الخير ياعين ابوكي خطوة عزيزة يا سنيورة ندى نورتي السطح 
ردت بابتسامة خجلة وهي تجلس بجواره 
الله يسامحك يابوي عشان بتتريق عليا وانا جاية اقعد جمبك واونسك 
ضحك سالم من قلبه 
اهي دي بقى النكتة صح من امتى يابت انت بتطلعيلي ولا بشوف وشك حتى اطلعي من دول وقولي عايزة ايه دوغري 
صمتت قليلا بتفكير ثم قالت بتحايل 
يعني لو قولتلك يابوي مش هاتكسفني زي امي مابتعمل دايما 
قطب يسألها بحيرة 
امك بتكسفك ليه ان شاء الله هو انت عايزة إيه بالظبط يابت 
صمتت تنظر اليه بتردد قبل ان تحسم امرها تجيبه 
بصراحة كدة عشان ما لفش وادور عليك الجدع اللي اتقدملي قريب بعتلي واحدة قريبته وعايز يتقدملي تاني 
جدع مين 
قال سالم ثم تذكر يردف لها 
يكون قصدك على الواد اللي ساكن في البندر جمب مدرستك 
اومأت برأسها فتابع سالم 
الله ېخرب مطنه هو الواد ده ماببيزهقش انا قايله مش هاجوز بتي لحد غريب هو مابيفمش!
ردت ندى بدفاعية 
وفيها ايه يعني لما يكون غريب مدام مأصل وابن ناس واصول 
وانا ايش عرفني بقى انه ابن ناس واصول مايمكن مايكونش كدة 
يابوي ماتقولش كدة حرام عليك دا ابن ناس برضوا 
قالت ندى بتعصب فتفاجأت بأبيها يقبض على رسخها يهدر پغضب 
وانت عرفتي
منين يابت بأصله ولا فصله حتى 
تلعثمت في قولها تخشى ڠضب ابيها وقالت 
من قريبته يابوي والنعمة هي اللي قالتي انه ابن ناس مرتاحين وحالتهم حلوة كمان هناك في البندر دا غير انه وحيد ابوه وامه مېتة يعني عريس لقطة زي مابيقولوا في الأمثال 
ترك سالم رسخها مرددا 
برضوا ماضمنوش انا الواد ده لما قعد قصادي واشتغل يلح عليا في طلبك معجبنيش وبصراحة مارتحلتوش وانا احساسي مابيكدبش ابدا 
يابوي احساس ايه والكلام الفاضي اللي بتقوله ده الراجل شريني وعايز يتاقلني بالدهب زي ما قالت قريبته وانت تقولي احساس يعني مش كفاية امي اللي موقفة كل المراكب السايرة قدامي غيظ في يمنى اختى اللي مش طايقة واد اخوها وظلماني انا في النص وانا ماليش ذنب 
ضيق سالم عيناه يستمع لخطاب ابنته بملامح مغلفة لا تنبئ بشئ ثم مالبث ان يرد قائلا بحسم 
خلصتي كل كلامك يا ندى
اومأت برأسها تردد بتوجس من هيئته 
يعني يابوي على حسب انت موافق ولا لاه 
اممم طب اسمعي بقى ياعيون ابوكي انا مش شاريكم من السوق عشان ارمي الوحدة فيكم لأي حد حتى لو كان غني وحالته مرتاحة زي ما بتقولي 
يعني ايه يابوي 
سالته باستفسار اجابها سالم بكل حزم 
يعني تبلغي البت قريبة الواد ده ان ابوكي رافض وماعندوش مرارة للت والعجن كل شوية
يتبع
الفصل ٢٠ بقلم امل نصر 
رفض ابوكي رفض !
هتفت بها الفتاة مستنكرة في وجه ندى الجالسة جانبها في التخت وتابعت 
هو ابوكي دا مچنون ولا تفكيره على قد 
لمي نفسك ياعلية عشان انا والله ما هاسمحلك للغلط فيه 
هدرت بها ندى مقاطعة الفتاة پغضب ردت الفتاة بملاوعة 
اتا مقصديش ياندى اني اشتم ابوكي ولا ازعلك بس يعني ماتزعليش مني احنا ربنا ادانا العقل عشان نفكر ونختار الصح مش نرفض كدة من الباب للطاق هو انت ماقلتلوش
على حالته المادية والعز اللي هايعشك فيه
ردت ندى متأففه قولت والله وقولت انه وحيد ابوه وامه مش عايشة معاه عشان تنكد عليا زي بقية الحموات بس برضوا ابويا مقتنعش كل اللي عليه ان الشخص
دا غربب واحنا منعرفش ايه ظروفه اعمل ايه تاني عشان يقتنع دا انا كل ما اجيله يمين يجيني شمال لما فالاخر حسم وقالي قفلي على الموضوع وافصلي 
لوكت علية بفمها قليلا بسخرية ثم قالت 
طب يدي نفسه فرصة الأول ويفكر في مصلحة بنته هو كل يوم الواحدة بتجيها فرصة حلوة كدة دا معظم الشباب اللي بتتقدم في الزمن ده بيبقوا واقعين واسأليني انا رافضة يجي اربعة دلوقت بسبب ظروفهم الزفت المادية 
لم ترد ندى ولكن رمقتها بنظرة متشككة فهمتها الفتاة فهتفت معترضة 
لا بقولك ايه ماتبصليش كدة ياحبيبتي وتفتكريني بفشر ولا بألف عليكي لا ياقلبي دا انا العرسان اللي بتيجي تتقدملي وتخبط على باب بيتنا ايه كدة اهو كدة اهو أمم ياامي أمم 
قالتها علية وهي تعبر بيدها وتتحدث بطريقة جعلت ندى تضحك واردفت علية 
بس اقولك على حاجة يابت يا ندى ابوكي دا لو كان شاف الشقة اللي في العمارة اللي ساكن فيها كرم اكيد كان هايعيد نظر انا متأكدة ان ايجار الشقة دي من شكلها كدة يجيب شئ وشويات 
لا ما هو كرم قالي انها ملك مش ايجار 
قالتها ندى بزهو لتفاجأ بصيحة من الفتاة 
كماااان يعني مش كفاية شقة واسعة في عمارة فخمة لا كمان زيادة تطلع ملكه دا ايه الحظ ده 
هتفت ندى وهي تلوح بكفها تخمس بوجه الفتاة 
الله اكبر في عينك ياشيخة هي ناقصة حسد 
شهقت عليه مستنكرة فعلة ندى وقالت مابين أسنانها 
بتخمسي في وشي وخاېفة احسدك على ايه بقى يا حبيبتي دا حتى ابوكي رافض يعني 
اطرقت ندى رأسها بحزن بعد أن وضعت قبضتها المستندة على التخت تحت وجنتها رردت علية بكيد 
والله ما انا عارفة دا فقرك انت ولا فقر ابوكي طب ياريتوا كان حصل معايا انا ولقيت واحد بس من ولاد الايه اللي اتعلقت في حبالهم خبط على بابي واتقدم والنعمة دا انا كنت فيه بإيدي وسناني 
التفتت اليها ندى قائلة 
على فكرة ماتزعليش مني ياعلية بس انا بصراحة يعني السبب الأساسي اللي خلاني وافقت بكرم هو انه دخل البيت من بابه دوغري وعايز يتجوزني النهاردة قبل بكرة رغم اني احيانا بضايق من الحاحه 
فمغمت بالاخيرة بصوت خفيض فكان الرد من عليه انها لوت ثغرها تنهض عن المقعد 
تمام ياحبيبتي بس المهم بقى انك تتجوزيه ومايبقاش كلام على الفاضي 
ندي من كفها توقفها قائلة 
ماتزعليش مني ياعلية انا مش قصدي حاجة وحشة عنك 
تنهدت الفتاة متململة ثم ردت 
خلاص ياستي مش
زعلانة سييني بقى امشي اروح فصلي قبل الفسحة ماتخلص 
همت ترد ندى ولكنها ابتلعت كلماته مع طنين اهتزاز هاتفها بورود مكالمة هاتفية فقالت مخاطبة الفتاة 
طب اتفضلي ياستي اهو بيرن ارد اقوله ابه بس وهو مستتني على ڼار من امبارح خبر الموافقة 
التمعت اعين الفتاة بالحماس تجيبها 
ردي عليه وقوليلوا انك لسة بتحاولي 
هتفت بملل والهاتف بيدها 
تاني يعني ماقلوش ابويا رفض وافصل على كدة مدام مافيش فايدة 
قفزت لتعاود الجلوس بجوارها تترد بلهفة 
ماتبقيش هبلة وتضيعي الفرصة من ايدك لوعيه لحد ما تاخدي الموافقة من اهلك عشان مايطفشش منك افتحي المكالمة انت بس وانا هامليكي تقوليلوا ايه 
اذعنت على تردد تنفذ طلبها بفتح المكالمة والأخرى تضع اذنها على الهاتف معها 
الوو ايوة ياكرم !
بمنزل سالم وفي الحديقة الخلفية وبعد ان سمح له بدخولها بعد ان اطمأنوا من جهته اصبح يقضي معظم وقته بها اما بصحبة سالم ويونس في اوقات فراغهم او وحده يتأمل ويملأ صدره بالهواء العليل بها او بصحبة المشاغب الصغير محمد الذي لا تهدأ حركته ابدا 
خلاص يامحمد انزل بقى وكفاية 
هتف بها صالح پخوف وهو واقف اسفل الشجرة التي صعدها محمد والذي هتف مرددا لصالح 
ياعم اهدى بقولك شوية تاني ونازل 
زفر صالح بقلة حيلة قائلا له 
ياحبيبي كفاية اللي جنيتهم دول حلوين قوي يابني انزل لغصن الشجرة يميل بك وتقع 
يعني كدة مثلا 
لوح بجسده محمد بدعابة ثقيلة جعل الخۏف يزلزل قلب صالح قبل ان يستدرك مزاحه فهتف ساخطا وهو يبتعد بجسده عنه معترضا 
كدة برضوا يامحمد دا برضوا هزار تهزروا 
معلش متزعلش منه دا عيل برضوا ومش فاههم 
التفتت مجفلا على صوتها فتبدد غضبه العاصف وكأنه لم يحدث وهو يرى تهادي خطواتها الرقيقة وهي اتية نحوه بصنية عليها كوبان من العصير فقال لها 
انا عمري ماازعل منه انا زعلي بس خوف عليه 
القت نظرة محذرة نحو محمد قبل أن ترد قائلة 
وهو عارف كدة بس تعمل ايه بقى بيستغل ده ويستهبل خد اشرب العصير ده وروق اعصابك شوية خد 
تناول منها الكوب الزجاجي الكبير الممتلئ بالعصير وقال ممازحا 
طب انت جايبة
كوباتين ليكون حسبتي محمد معايا دا راجل مشغول ومش فاضي 
مين دا اللي مشغول 
هتف بها محمد وهو يحاول النزول بفروع الشجرة وقال متابعا نحو شقيقته التي كانت تضحك 
تعالي يابت نزليني خليني اشرب العصير بتاعي عصير مانجة دا صح 
هزت شقيقته رأسها شقيقته بالرفض
لا مش هنزلك وخليك انت عالشجرة بقى شوف مين اللي هاينزلك بعد ما زعلت صالح منك 
التفتت محمد نحو صالح برجاء فادعي الاخر غضبه منه واشاح بوجهه عنه فهتف محمد 
طب وحياة غلاوتي عندك ياشيخ لتنزلني وماتسمع كلام البت دي 
لم يستطع صالح كبح ابتسامته وهو يتجه ليتناول محمد من أحد الاغصان القريبة لينزله أرضا قائلا ليمنى 
معلش بقى مضطر اتنازل دا حلفني بغلاوته 
انزله على الأرض واننطلق محمد نحو شقيقته يختطف منها كوب العصير ليرتشفه بسعادة مهللا 
الله على المنجة الحلوة ياناس 
بالهنا ياسيدي 
اردفت بها يمنى وهي تنظر له بدهشة ومعها صالح هو الاخر و الذي خاطبها قائلا 
شكله بيحب الفواكه كلها انا كنت فاكره بيحب الجميز بس 
قول عليه زيك ما انت كمان من ساعة ابويا مافتحلك باب الجنينة وانت بقيت لابد ليل نهار فيها 
قالت يمنى فانشق ثغره بابتسامة سعيدة يردف 
مسجون وانفتح له باب يطل منه على الدنيا يتفرج على طرح الأرض وخضار الطبيعية وهواها اللي ينعش الروح 
صمت قليلا ثم تابع 
ويرد روحه برؤية الوجه الحسن يبقى اقعد في اؤضتي ليه واحرم نفسي من دا كله 
تلجلجت وهي لا تعلم بماذا ترد على كلماته الجميلة وغزله الصريح لها فقالت مرتبكة 
تقصد مين بالوجه الحسن 
مط شفتيه قائلا بمغزى 
والله انت عارفة كويس قوي انا اقصد مين بالوجه الحسن 
تورد وجهها وهي تتناول كوب العصير الفارغ من يده تود الهروب من امامه بخجل جعل اطرافها ترتعش من فرط ارتباكها ولكنها اجفلت منتفضة على صيحة جهورية من والدها وهو يدلف لداخل الحديقة مسرعا 
عندي ليك خبر بمليون جنيه ياصالح 
انتفض هو الاخر على صيحة الرجل بعد ان افاقه من شروده بمحبوبته وخجلها الذي يفعل بقلبه الافاعيل فردد له بتلعثم 
مممليون جنيه ! ليه هو انت هاتقولي ايه
24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 33 صفحات