من نبض الۏجع عشت غرامي بقلم فاطيما يوسف
شريحة الهاتف وتقوم بح رق القديمة كي لا يرى وسيلة للتقرب منها في حالات ضعفه
أما عند عامر صار محروجا بشدة من صديقه المقرب له في الغربة بل والأدهى أنه من نفس بلدته ويعرف مها
فمنذ عامين وقد عرف بمحض الصدفة بعلاقة عامر بها ومنذ معرفته بتلك العلاقة المحرمة بينه وبينها لام صديقه وعنفه كثيرا ونصحه أن يبتعد عنها وقام هو بأخذ هاتفه وحظرها بنفسه والآن تفاجأ أنه مازال على علاقته بها
_ مكنتش متوقع منيك عاد إنك لسه بتخون !
ليه كدة ياصاحبي ليه ياجدع
مسح عامر على وجهه بخجل من صديقه وهتف بنبرة حزينة وهو يضع وجهه بين يداه
_ ڠصب عني لقتني فكيت الحظر وببعت لها وبكلمها ضعفت قدام وساوس الشيطان ومقدرتش .
وقف صديقه مقابله وسحب يداه من على وجهه مرددا بحزم
_ لع مش هسيبك للملعۏنة الخاېنة دي تربطك بيها ولا هسيبك تدمر حياتك وتوقفها على الحړام لحد ماربك يغضب عليك فوق ياصاحبي داي عاملة زي الشيطان الرجيم فوق قبل مالمستور ينكشف وساعتها هتخسر أقرب الناس ليك وحياتك هتنقلب چحيم .
ثم نظر الي صديقه وهو يردد بحنق
_حلو إكده استريحت دلوك أديني ډمرت كل حاجة قدامك اهه علشان تستريح .
أمسكه صديقه من كتفيه وردد بنصح وهو ينظر داخل عيناه بقوة
_ الموبايل بينجاب غيره والشريحة بأرقامها بتنجاب بردوا أما رفضك القاطع للغلط يبقي نابع من جواك داي اللى صعيبة قوي ياصاحبي وهو ده التحدى اللي بجد
_ ها عنديك عزيمة المرة دي تبعد عن الملعۏنة داي وتسيبها لربنا يتوكل بيها ولا هتفضل مخروط معاها في الوكر
رفع عامر أنظاره الى صديقه وظل يحارب داخله أن لايتذكرها وأن يحارب ضعفه أمامها مرددا بحيرة
_ مش عارف ببقى في أول قراري عندى قوة وببعد وبعد إكده بحس بضعف وبرجع أكلمها تاني أعمل إيه في حالي دلوك
_انت حاسس إكده علشان مفيش مرة غيرها في حياتك عرفتها وشفت منها اللى مهتشفهوش مع أي واحدة غيرها إلا بعد مشوار طويل .
رأى صديقه علامات الاندهاش التى بدت على وجهه فتابع إرشاده
_ أيون متستغربش إكده عاد اللي بقوله لك هو الصح دي واحدة متجوزة وعنديها خبرة بمداخل الراجل وعنديها خبرة إزاي توقعه أما لما تشوف بنت الحلال المحترمة اللي تصونك وتصون عرضك وتتوب لربنا توبة نصوحة على ارتكابك لذنب من أكبر الكبائر صدقني هتعيش وياها أحلى ايام حياتك وهتربيها وتعلمها الحب على يدك وهتحس معاها بإحساس عمرك ماحسيته مع الملعب التانية داي
كان تائها غريقا ولكن كل كلمة من صديقه اقټحمت عقله وقلبه وعزم تلك المرة أن ينهي تلك العلاقة المحرمة بينه وبين مها فموقفهما حساس لأنها تنتمي لأقرب الناس إليه ولو علم حتما سيق تل على يده وسيتدمر كل شيء وسيذهب الأطفال إلى الچحيم بسببه
_ لع مهرجعش تاني ولا هكلمها اني فاضل لي شهر وأخلص عقدي إهنه وأرجع البلد أدور على بنت الحلال واتجوز وأستقر ومش هكلمها تاني .
ابتسم صديقه لأنه رأى في عينيه تلك المرة إصرار على أن لايعود وهتف بنبرة مشجعة
_ عال عال ياعامر اتوكل على الله وأني كمان هنزل معاك الأجازة داي أطمن على والدتي ونشوف لك بنت الحلال المناسبة ليك ونتوكلوا على الله نخطبها لك وتسيبك من المشي البطال ده
.
ربت عامر على ظهر صديقه مرددا بامتنان
_ ربنا يخليك ليا يا صاحبي وميحرمنيش من وقفتك جاري ولا إنك بتردني عن الغلط أول بأول.
بادله صديقه الابتسامة قائلا بدعابة كي يخرجه من كئابته
_لع متشكرنيش حاف إكده يدك على ألف دولار أروق بيهم على حالي مهنصحش أني ببلاش عاد .
انخرط عامر من الضحك فور أن استمع إلى دعابة صديقه حتي أدمعت عيناه ثم أردف بدعابة مماثلة
_وه ده إنت طلعت صاحب فشوش بقى ياجدع ألف دولار مرة واحدة !
_ إيه كتيير علي ولا ايه ... جملة استقهامية نطقها صديقه وهو يرفع حاجبه بمشاغبة.
ضحك عامر مرة ثانية على دعابته وأردف وهو يشده لأحضانه
_ والله مايكترش عليك نن العين ذاته ياصاحبي بس خليك جنبي ومتسبنيش للبطال يسحبني .
ربت صديقه على ظهره مرددا بتأكيد
_ متخافش مهسيبكش وعلى قلبك لأخر العمر أمال هعيش على قفا مين عاد غيرك .
في مزرعة الخيول الخاصة بسلطان المهدى يجلس هو وشريكه يتحدثون في أمور العمل فتحدث الحاج سلمان العمري
_ كيفها الفرسة اللى كانت بتتلوى من أولة امبارح جبتلها الدكتور ولا سويت لها علاج على الماشي
تلقائيا وجه سلطان عيناه تجاه الإسطبل التى تمكث به تلك الفرسة قائلا بطمئنة
_ لع اتحسنت وبقيت زينة بس شيعتلها الدكتور وطمنا عليها انها زينة كانت مغصانة شوي .
تحدث سلمان باستحسان
_ عال عال بقول ايه ياحاج سلطان فيه حاجة مهمة عايز أتحدت وياك فيها من مدة بس مش عارف أخبرك بيها كيف أو أبدأ من وين
بدت معالم الدهشه على وجهه فأردف مشجعا اياه
_وه يا سلمان ما تحكي عاد يا اخوي هو من مېتا في بيناتنا اسرار او حد يتلجلج يقول حاجه للتاني .
اخذ سلمان نفسا عميق ثم تحدث شارحا مقصده باستفاضه
_في حاجه اني عاتب عليك فيها يا سلطان كيف تسيبوا البونية ارملة اخوك كده وهي عازبه وعايشه لوحديها في الفيلا الطويله العريضه داي
ولحد دلوك وهي معذبه على حالها مع انها بنتة صغيره ورافضه الجواز من اي واحد يتقدم لها وما ينفعش تفضل عايشه لحالها إكده .
اندهش سلطان من حديث سلمان وتحدث مستفسرا بتعجب
_طيب وداي نعملوا لها كيف يعني يا حاج سلمان ما بيدنا شيء نقدمه لها وما عملناش .
اقترب الحج سلمان من مقعده والتف يمينا ويسارا ليرى ما اذا كان يستمع اليه احدهم ام لا وحينما وجد ان الدار امان تحدث شارحا مقصده
_لع في حلين ما واخدش بالك
منيهم يا سلطان يا اخوي
اسمعني عاد حداك واد ياتجوزه له يا تتجوزها انت مش حرام ولا عيبه الشرع حلل للراجل مره واتنين وتلاتة واربعة وانت لساتك عضمة ناشفة واللى يشوفك يقول عليك أصغر من ولدك ها قلت ايه في كلامي ده
جال سلطان بعقله يفكر فيما قاله سلمان ويدوره في عقله ثم تحدث رافضا الفكرة
_ لع ولدي مايخدش واحدة عدى عليها غير وميكونش هو راجلها الأول وفرحته الاولي
عمران زينة شباب الصعيد ومتعلم ومتنور وفارس تلزمه مهرة متعلمة وتليق بالمحاسب عمران أنا محطش ولدي في أمر ينغظ عليه عيشته أبدا .
قطب سلمان جبينه وتحدث باستجواد
_ يبقى تتجوزها أنت ومتسيبش الغريب يدخل في أرضكم وياخد عرضكم ولا ايه ومعروفة من زمان أرملة الأخ لأخوه التاني .
احتار سلطان في ذاك الأمر الذي لم يحسب له حسبان في يوم من الأيام منذ أن ماټ أخيه وتركها تعيش مع ابنه ولكنه ترك مكانه الذي تربى فيه لأجل أنه لا يصح أن يعيش معها في مكان وحدهم حتى لو كانت محرمة عليه
وتوقعوا جميعا أن تعود الي أهلها ولكنها ظلت في مكانها ولم تتركه حتى بعد أن أعطوها حقها في إرثها بما يرضي الله ومرت الأيام ولم يفكر سلطان ولا أي منهم في أمرها
ولم يكن يتوقع أن يحدثه أحدا في أمرها ولم تأتي بباله يوما ولكن كلام صاحبه عنها شغل باله فلاحظ سلمان أنه تأثر بكلامه فطرق على الحديد وهو ساخن
_ مالك بس ياحاج سلطان هي واعرة إكده !
دي البنتة زينة ومش عفشة علشان تقعد تفكر كتييير .
تحدث سلطان وهو يتمسك بعصاه ويبدو عليه علامات الحيرة
_ لع مش احكاية عفشة ولا أني بطلع لها حتى في اي وقت بس الحكاية ولادي مهيوفقوش وزينب كماني ممكن يجرى لها حاجة لو سمعت عنيه الحوار ده وكمان هي ممكن متوافقش إياك .
قطب جبينه باندهاش وهتف معترضا
_ وه مهتوافقش على الحاج سلطان المهدى بحد ذاته ! كلام ايه اللي بتقوله ده عاد !
هي تطول تبقي جوزها دي هتوافق وهطير من الفرحة كمان قال متوافقش عاد !
ضحك سلطان على حديث سلمان وأردف
_ وه كانك مغسل وضامن جنة ياحاج إنت عارف الموضوع ده لو انفتح هنبقي بنفتحوا طاقة جهنم ومهتتسدش غير لما تحرقنا كلياتنا .
ضړب سلمان كفا بكف وهتف بنبرة معترضة
_ كانك انت اللى مكبر الموضوع شوي ومانتاش واعي لعوايدنا وتقاليدنا اللى معروفة في الصعيد وبعدين زينب سيبها على مرتي اني هخليها تهديها لو شعللتها اطمن من ناحيتها انت اما ولادك هما حد فيهم يقدر يعترض قرارك ويقف قصادك ويوافق ويرفض دول العيال متربين زين وطول عمرهم ليك سمع وطاعة قلب بس انت الموضوع في راسك وإنت هتلاقي ان كل كلمة قلتها لك في محلها .
أماء سلطان برأسه وردد بتمهل
_ خلاص هشوفه الموضوع ده بس متتعجلنيش أني هفكر فيه براحتي بس الأول أطمن على عمران وأفرح بيه وبعدين يخلق في قضاه ألف رحمة واللي رايده ربنا هو اللى هيصير .
_______________________________
في المشفى يجلس عمران مع محمد يتحدثون في مواضيع شتى فسأله عمران
_ هي الدكتورة سكون اللى اتكلمنا عنيها المرة اللي فاتت مرتبطة.
قفز محمد من مكانه ووقف أمامه قائلا وهو
_ لاااا مش مصدق وداني اياك بقي عمران بذات نفسيه بيسأل عن واحدة ست !
ياجدع قول كلام غير ده !
تأفف عمران من كلامه وهتف بضجر
_ ماتخلص ياعم الطبيب عاد وبطل مقلتة ولت فاضي ملهش عازة.
استمتع محمد بطريقته المتعجلة وأحس بطفيف من الأمل من أجل صديقه وأجابه بإبانة
_ هدي خلقك واصل لع مش مرتبطة وممكن أجيب لك قرارها من يوم ماتولدت لحد دلوك بس اديني الإشارة بس وأني أعمل لك نفسي المحقق كونان بس قبل أي شيء عايز أعرف بتسأل ليه
حمحم بصوت خفيض كي يستدعي الهدوء والثبات النفسي ثم أجابه
_ لما حصل الموقف تبعها المرة اللى فاتت وأني خارج كنت عايز أطمن عليها معرفشي ساعتها حسيت تجاهها إحساس غريب مكنتش عايز أسيبها وأمشي كنت عايز أفضل مطلع جوة عيونها ومهملهاش ولا أبعد عنيها ولما روحت كل شوي تاجي على بالي وألاقيني بفكر في كلامها البسيط اللي سمعته منيها وكله كوم ونظرة عيونها فيها حاجة غريبة حسيت منها كانها عارفاني من زمان أو فرحانة لشوفتي وهي من الاساس متعرفنيش داي نطقت اسمي وهي غميانة وداي كانت أول مرة
أشوفها .
كان محمد منتبها بكل تركيزه مع كلامه. وتعجب بشدة من إحساس عمران وهتف بنبرة مندهشة
_ وه كل داي أحاسيس حسيت بيها من مجرد خمس دقايق وقفتهم وياها ولا لمعة عنيك وإنت بتتحدت عنيها دي لوحديها بتحكي حكاوي ياصاحبي
ثم أخذ الكرسي وأداره وجلس مستندا على مسنده بكلتا يداه مرددا بتركيز
_ أني عايز أعرف وأفهم كل حاجة وأعرف احساسك ده بيمثلك ايه وحالتك الأسبوع ده كلياته وتفكيرك كان عامل ازاي وخلي بالك كل كلمة هتقولها هتفيدك في حالتك المحيرة دي اللى ملقينش ليها حل واصل.
تنهد عمران بأحاسيس مختلفة تارة بارتياح لدخول تلك السكون مداخل قلبه وتارة بتعب شديد لدخولها ذاته في توقيت لايصح بالنسبة لحالته وتارة أخرى لعقله وقلبه حينما فكروا بها طيلة الأسبوع وتناوبوا عليه كي تكون جزءا من يومه
ثم نطق بروح منهكة
_ لما شفتها واتحدت وياها كاني كنت في القپر وحاسس بضلامه ولما تاجي على بالي أحس بشعاع النور دخل عليا وأحس بنبض قلبي الموجوع على حال صاحبه بيتوحع أكتر ونفس اللحظة أحس إني عايز أروح لها وأتكلم وياها وأتوه في تفاصيل ملامحها أكتر بس خاېف أظلمها معاي وأنا طريقي صعيب عليا ومعرفش فيه حل واصل ياصاحبي.
ربت صديقه على كتفيه وأردف مشجعا له
_ جمييييل جدا ياعمران احساسك ده إنت قلبك بدأ ينبض بالحب والعشق وطالما إكده اخلق من ضلمة القپر نور ده ربنا سبحانه وتعالى نوره لنا بالقرآن وإنت كمان سيب نفسك وسيب نور العشق يحتل قلبك وانسي اللى إنت حاسس بيه واخلق من ضلع الۏجع غرام يمكن لما العشق يزور قلبك ينسيك إحساسك وحالك وتشفى ياصاحبي من الوهم اللى إنت عايش فيه .
أخذ عمران نفسا عميقا ثم زفره بهدوء وأردف بحيرة
_ طيب إن مشيت ورا قلبي وحبيتها واتجوزتها وبعدين دخلت الچحيم اللى أنا عايش فيها ايه هيوبقي موقفي ساعتها عاد !
صدقني وقتها هبقى بندب ح بسك ينة تلمة وبد بح ها وياي والله أعلم ساعتها هتتحمل عاد ولا مش هتتحمل
بنبرة قوية ومشجعة أجابه محمد
_ لع ربك خلاف الظنون وبيخلق في قضاه ألف رحمة وصدقني الدكتورة بنت أصول ومتربية والعيبة متطلعش منيها واصل هي معانا في المستشفى بقالها سنتين ومعاملتها زينة ومشفناش منيها الغلط ولا لاحظنا عليها الكبر أبدا ولعلمك هى شبهك وشبه طباعك خالص ياعمران .
انتبه عمران بكامل حواسه وأردف مستفسرا
_ كيف يعنى طباعها شبه طباعي
أجابه بتوضيح
_ ملتزمة دينيا ومبتسمحش لحد يقرب منيها ولا بتهزر مع أي حد وجد في شغلها وبتحبه جدا وبتأديه زي ماقال الكتاب وبتعامل المرضى كيف مايكونوا من أهلها وبتساعدهم معنويا وبتحفزهم على الشفا وغير إكده معاملتها كيف السيف مع أي دكتور إهنه ومش من النوع اللى بيخضعوا بالقول ولو حتى للمدير ذات نفسه وإنت بردك ملتزم وتعرف ربنا وبار بوالدك ووالدتك وفوق ده كلياته راجل بمعنى الكلمة ياعمران علشان إكده ربنا هيخرجك من صراعك على خير لأنك بتثق في ربنا ومسلم له أمرك وعمرك ماعترضت على حكمته في اللى بلاك بيه.
ابتسم عمران ابتسامة أمل مما سمعه وقرر أن يخوض المعركة ويترك لقلبه العنان ينبض بعشقها فهو محتاجا لها ومحتاجا لوجودها في حياته فلم يكن يشغله أيا منهن قبل ذلك ولكن عندما وقعت عيناه في عيناها أول مرة أحس بأنه انسحب إلي عالمها ذلك العالم الذي افتقده كثيرا وأحس بالحنين إليه مرات ومرات فتحدث منتويا على الدخول لعالم